بادر سعوديون إلى إطلاق حملات شعبية عبر الإنترنت للتخلص من العمالة البنغالية، وذلك تحت شعار ( معا لطرد العمالة البنغالية)، وانتشرت المنتديات الخاصة بذلك لتشكيل آلية ضغط لطرد هذه العمالة التي وصفتها بعض المواقع بـ "النمل الأسود".
وفتحت المنتديات أبوابها لمؤيديها للاشتراك في حملة إلكترونية تحت شعار (لا .. للإفساد) لدعم حملة شعبية أخذت تتسع يوما بعد آخر "لتطهير المجتمع من هذه العمالة التي امتهنت فنون الإجرام تحت ستار العمل في الأراضي السعودية"، بحسب ما ذكرت.
حملات قديمة.. جديدة
وقد بدأت نشاطات هذه المجموعات الإلكترونية تظهر إلى العلن في بداية العام 2005 م عندما اعتدت مجموعة من البنغاليين على رجل أمن وألقوا به على ناصية الشارع ولم يكن بعيدا عن ذلك قصة الفتاة السعودية التي اغتصبها خمسة أفراد من هذه العمالة، ثم توالت من بعد ذلك حملات المداهمات التي قامت بها السلطات السعودية وقبضت على مئات الآلاف من المقيمين غير النظاميين وأغلبهم من الجنسية البنغلادشية، وكشفت تقارير رسمية عن احتلال الوافدين البنغاليين المركز الأول في 11 نوعًا من الجرائم مقارنة بالجنسيات الأخرى.
وتشير أرقام رسمية إلى أن السعودية أكبر مستورد للعمالة البنغالية في العالم بواقع إلى 1.8 مليون يحولون إلى بلادهم ما يزيد عن 14 مليارًا سنويًّا ، وذلك عدا العمالة المخالفة، مما يجعل الأرقام أكبر من ذلك بكثير.
ويكدس أفراد هذه العمالة كمجموعات في أحياء بعينها في مختلف المدن السعودية ومعروف عنهم التجول إلى ما بعد منتصف الليل، وذلك ما يجعلهم في دائرة الشبهات دوما عندما ترتكب جرائم؛ لأنهم باتوا مصدر خطر حقيقي للمواطنين، خصوصا على الأخلاق، حيث يقومون ببيع الممنوعات في أسواقهم مثل أشرطة الفيديو والسيديهات التي تروج للجنس وللأعمال الإباحية، إضافة إلى أعمال أخرى تشكل خطورة كبيرة على المجتمع مثل فك التشفير وبيع الخمور وتنظيم أوكار للدعارة، إلى جانب سرقة كابلات الكهرباء.
القنصل ينتقد الحملات
وكان القنصل البنغلاديشي العام محمد علي أكبر، قد أعرب في تصريحات صحفية سابقة عن استيائه مما وصفه بـ (الحملة الإعلامية المعادية) لمواطني بلاده في السعودية. وقال إنه شعر بالصدمة من بعض الموضوعات الصحفية التي تناولت العمالة البنغالية بشكل شمولي وسلبي وكأنهم وحوش وليسوا بشرا.
واعترف القنصل بوجود فئة من تلك العمالة التي تقوم بأعمال إجرامية كالقتل والسطو والتزوير ولكنه اعتبرها (فئة قليلة) على الرغم من أنه يرفض ما تقوم به من ممارسات.
واستنكر القنصل ما ورد في بعض المقالات عن عمالة بلده، واعتبر ذلك كلاما عاطفيا وبعيدا عن الحقيقة والعدالة والإنصاف، ولا يمتلك وثائق قاطعة، وصنف ما تناولته تلك المقالات بأنه نوع من التشهير بالبنغالية وحسب.
ورفض أكبر أن يتم تصويرهم جميعا على أنهم مجرمون وسفاحون ولصوص واعتبر ما يحدث من مخالفات ومشاكل تصرفات فردية ولا تمثل جميع العمالة البنغالية، وقال إن المسؤولين في بلاده لا يرضون بمثل هذه التصرفات، وهم حريصون على أن تظل علاقة بلدهم بالسعودية علاقة مميزة.
وأكد على وجود أكثر من مليون ونصف المليون عامل بنغلاديشي في السعودية، وأنهم كما يقول يقيمون بطريقة شرعية، وتعد المملكة أكبر دولة في العالم من حيث استقدام العمالة البنغالية، وتأتي بعدها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وهذا كما يقول القنصل دليل قوي على كفاءة العامل البنغالي.
وقد اعترف القنصل بكثرة جرائم عمالة بلده في السنوات الأخيرة، وظهور عصابات منها لتمرير المكالمات الدولية وبعضها للسرقة وصنع الخمور، قائلا: نعترف بهذا ونحن نرفضه كسلوك لا يمثل الشعب البنغالي بتاتا. واعتبر هذه العصابات قليلة جدا قياسا بمليون ونصف المليون عامل على أرض السعودية.